الخطبة الأولى

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله خير من وطأت قدمه الثرى .. أما بعد

يقول ربي جل في علاه وأعظم الكلام كلام ربي وأثقل الكلام كلام ربي "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا" سورة المزمل الآية 5).

ماذا سيلقي ربي؟ صاعقة من السماء! لا، إعصار! لا، قولا ثقيلا! إي وربي ثقيل سماه الله عز وجل صواعق على المنافقين، هذا الكلام العظيم الكبير علمنا الله أنه سيأتي يوم عظيم يوم يجمع الله الأولين والآخرين يكون الناس فيه بلا ملابس حفاة عراة يكون الناس في هذا الموقف بلا ملابس، فيمشي بينهم المصطفى بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام، حقيقة التعامل تعاملنا نحن إلا من رحم الله حقيقة تعامل لا مع هذا الكتاب وفي المحشر إذا دكت الجبال نسفت سيرت كانت هباءً، نُشرنا خرجنا من قبورنا كأننا جراد كأننا فراش، تغيرت الدنيا تشققت السماء بالغمام، نُزّلت الملائكة تنزيلا يقولها بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام، "قَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً" سورة الفرقان الآية 30)، هناك الناس والكل يسمع "فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا" "وَخَشَعَت الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا"سورة طه الآية 108).

ما اشتكى قوم إبراهيم عليه السلام أو قوم موسى إنما يشتكي قوم، يا رسول الله وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا، ماذا يعني هذا الكلام، مهجورا! ما قرأناه، ما حفظناه، نقرأ نحفظ، هجرناه لماذا؟ الخطبة لا تكفي والحياة كلها لا تكفي أن نتكلم عن القرآن، لا تبالغ الحياة كل الحياة إي وربي لا تكفي للكلام عن القرآن.

وصف الله جل في علاه مشهدا في هذا الكتاب وكأنك تراه بالصوت والصورة، لو اجتمع علماء الدنيا كلهم علماء الفلك وعلماء التفسير وعلماء الفقه وعلماء العقيدة كلهم، لو اجتمع علماء الدنيا كلهم على البحار وامتلأت الشواطئ بالعلماء ثم قلبنا كل هذه البحار إلى حبر وأعطينا كل عالم جزء بلغ وبدأ في علمه وفي فنه وأعطينا كل واحد منهم أقلام، البحر حبر، والأشجار كلها قطعناها ما بقي منها واحدة يأكل أحد منها ثمر، وقلنا لهم  اكتبوا، كل واحد يمسك المصحف ويكتب ما فتح الله جل جلاله عليه من هذا الكتاب في علمه، ما الذي سيحصل؟ يقول الله جل في علاه هذا العالم يمضي حياته يكتب يكتب إلى أن يموت ثم يأتي من بعده علماء آخرين إلى أن تنتهي الساعة ويقول جل في علاه "وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ" سورة لقمان الآية 27) أي نفد أي يجف لن تكفي الخطب ولن تكفي الدروس ولن تكفي المحاضرات ولكن حسبنا أن نواكب الحدث.

كل أمر يحدث في أرض الله جل جلاله، كل أمر يقع عليه عينك أو تنطق به بلسانك أو تسمعه بأذنك، والله في الكتاب العظيم تفصيلا في كل شيء، ما موقفك من هذا الكلام الذي سمعته هل تصدق أم لا تصدق، ما الذي قال كل هذا في هذا الكتاب العظيم، يقول ربي في كتابه العظيم"وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا" سورة الإسراء الآية 12). كل شيء حركاتك وسكناتك الأخبار التي تطلع كل يوم، الأحداث التي تقال وتسلط ظالم وشكوى مظلوم، كل هذه في كتابه، ما قال فسرناه، بل قال فصلناه هذا الكتاب تبيانا لكل شيء.

طيب ما دام قال هذا الكتاب تفصيل لكل شيء وتبيان لكل شيء، لماذا يتسمر معظمنا أمام الشاشات والقنوات ليسمع التحليلات فيفتح قنوات فيقولون هذا هو الظالم، وفتح قنوات أخرى فيقولون إن الظالم مظلوم والجلاد مجلود ويوهمونك دائما.

ما أعاتب أحبتي الذين كثيرا ما يتسمرون أمام القنوات لسماع التحليلات، والله كل الأحداث التي هنا هي في كتاب الله عز وجل لكن لا نحاول أن نراجع تلك النصوص، لا والله السياسة الفرعونية التي تحدث الآن كلها بتفاصيلها مذكورة في القرآن، الآن مع وسائل الاتصال وتويتر والفيس بوك والجوالات كلها بكاميرات فُضح كثير من القنوات يركبون اللحى وأقدم مجموعة من المتشردين بإطلاق الرصاص وكذا ونحن نصدق، يقولون لنا إن هؤلاء أصدقاءنا وأحبابنا وأنهم أصدقاء سوريا ما شاء الله، وإن هؤلاء أعداؤكم.

انتبهوا، خذها حبيبي الغالي قاعدة ذكرها الله في كتابه تطليع الحقائق وخطوات المكر كلها مذكورة في كتاب الله عز وجل. أليس هؤلاء يقتلون القاتل ويجرمون ويسفكون الدم وينتهكون الأعراض؟ ثم يخرج هؤلاء على الشاشة في خمس دقائق ويحاولوا أن يقلبون لك الحقائق، وأن هؤلاء هم الظلمة وأنهم مظلومون تريدها في كتاب الله؟ يقول الله عز وجل لما جاء موسى عليه السلام، كم حصيلة الموتى الذين قتلهم موسى عليه السلام؟ واحد، صحيح وكان بالخطأ وكزه موسى فقضى عليه، كم حصيلة القتلى الذين أجرم بقتلهم فرعون؟ ملايين أبرياء كلهم أبرياء كلهم بالعمد، لما جاء فرعون لموسى قال له "قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ، وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ، قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ" سورة الشعراء الآيات 18-20)، وقال فعلت فعلتك ولم يسمها ويذكرها لأنها عظيمة، أي الفعلة التي فعلتها أنت وأنت من الكافرين.

هذا الذي يشوف الأخبار اليوم يقتلون الناس ثم يقولون هم الذين بدؤوا برمي الحجارة .. كذب، هذا كله في كتاب الله أخبرك عن سياسة الكفار. ماذا قال موسى عليه السلام؟ نحتاج أن نقف موقف موسى عليه السلام لأن الله جل في علاه يقول قد خلت من قبلكم سنن، نحن لسنا أول ناس يعيشون على أرض الله فلا نعرف كيف نتعامل مع الحدث، لا .. يقول الله قد خلت من قبلكم سنن الآلاف ظلموا والآلاف مظلومين قل فسيروا في الأرض، اقرأ هذا الكتاب روح وانظر مدائن صالح، روح وشوف الجبابرة فين راحوا "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ" سورة الأنعام الآية 11) هذا بيان للناس وهدى ونور وموعظة، هل قال موسى لا أنا ما قتلت أحد، أنظر الرد العظيم قال فعلتها إذا وأنا من الضالين، قتلت واحد بالخطأ وأنا ضال أجل، وأنت الذي قتلت الملايين، أنظروا إلى السياسة قال "فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ." سورة الشعراء الآية 21)، تعالى نفتح الأوراق والملفات، ملفات القتلى، " وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ" سورة الشعراء الآية 22)، أنا قتلت واحد بالخطأ وأنت عبّدت أمة، عبّدت بني إسرائيل، يعلمك الله سياسة هؤلاء الكفار أعداء الدين، إذا رأى أنك تريد أن تفتح الملفات فلا تنشغل بقولك ما فعلنا شيء، ونحن ما قتلنا أحد، لا .. بل قل تعالى نفتح الملفات، بدأ هذا المجرم السفاح بعد أن رأى الملفات تفتح، بدأ يناقش قال وما رب العالمين؟ أنظر لثبات موسى عليه السلام هو يعلم أنه عبد لله خلق في أرض الله ليعبد الله، يقتل يسجن رسالته الوحيدة ليس أن يأكل ويشرب، يا جماعة لو أعطي كل واحد منكم كوب ماء وساومه بمليار دولار ما يقبل، أنت مؤمن قوي لا تساوم على دينك بلقمة عيش، جاء رمضان ليعلمنا رب العالمين فيه، لو قلت لواحد اشرب شربةواحدة وأعطيك مليون دولار، والله المؤمن لا يفعل، لا يساوم على دينه، بدأ فرعون يناقش، وانظر إلى ثبات موسى في القضية، قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فقال موسى " رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ" سورة الشعراء الآيتان 23-24). يعلمك الله أن المجرم السفاح وإن كان له دولة إلا أنه جبان خواف بداخله، ما قال أنا ربكم الأعلى، لا من الخوف قال لمن حوله ألا تسمعون ما يقول هذا المجنون؟ ومن الخوف ما أحد رد، وقال فرعون "إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ" سورة الشعراء الآية 27)، مثل ما تسمعون عندكم اليوم دول شوية عيال، هؤلاء ولا شيء، حتى أن بعض هؤلاء يقول في القناة سنقول لهم يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم.

موسى عليه السلام لم يترك قضيته "قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ" سورة الشعراء الآية 28)، ماذا قال فرعون في قضية واحدة لموسى إلى الآن؟ لم يستطع أن يرد عليه رد، ماذا قال الذي معه السلطة والسجن " لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ" سورة الشعراء الآية 29)، المفلسين إما يسب أو يكذب أو يخبط، قال موسى " أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ" سورة الشعراء الآية 30)، فلما جاء موسى بالآيات ماذا قال فرعون للملأ حوله؟ جبان خواف قال ماذا تأمرون؟ يا فرعون يا مجرم تتصاغر أمامهم حتى تقول ماذا تأمرون، ملكة سبأ ما قالت ماذا تأمرون بل قالت " مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّىٰ تَشْهَدُونِ" سورة النمل الآية 32)، فرعون الآن مرتبك، والله كلهم واحد مرتبكون في داخلهم قال الله عز وجل " قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ" سورة الشعراء الآية 36)، سبحان الله ليش يجمعون الدول؟ لماذا؟ هذا في بلدك وأنت تجمع يبعثون في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم، فيجمعون السحرة ويطمئن الكافر لكثرة الناس، لكن المؤمن لا يطمئن لكثرة العدد إلا بالله جل في علاه، ولما جاء السحرة وبدؤوا يتناقشون في مؤتمراتهم وفي مجالسهم، المسألة مسألة فلوس تشتري ذمم، فقال السحرة لفرعون " أَئِنَّ لَنَا لأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ" سورة الشعراء الآية 41)، تعطينا فلوس لو دخلنا الميدان وكسرنا مقرات المسلمين وكسرنا وفعلنا أئن لنا لأجرا؟ قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" سورة الشعراء الآية 42)، تشوف القضية تكسير وتشوف الناس اللي تكسر، شوفوا الديمقراطية حق فرعون، "وَقِيلَ لِلنَّاسِ هَلْ أَنتُم مُّجْتَمِعُونَ، لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِن كَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ" سورة الشعراء الآيتان 39-40)، اللي يفوز نتبعه نحن الديمقراطيين، تعالى لصناديق الاقتراع ونشوف والله يا جماعة ما في هذه اللعبة القديمة جديد، فمن الذي غلب؟ موسى عليه السلام وأخاه هارون " فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ" سورة الشعراء الآيتان 45-46)، حتى السحرة الذين أتيت بهم أنت وأقررتهم انقلبوا واتمروا بموسى وهارون، ماذا قال فرعون؟ هو يدعي الديمقراطية، هل قال فرعون نعم هم انتصروا؟ ثلاثة أرباعهم لا، بدأ وهذه بداية الكفار المجرمين لا يبدؤون بالتسلط بل يبدأ بالكلام مبررا أنه ما زال على الديمقراطية، " قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ" سورة الشعراء الآية 49)، لو كنتم بس تشاورتم معي، لكن يعلمنا الله أن هذا الوجه لا يستمر، ويبدأ الإعلام الآن إنه لكبيركم الذي علمكم السحر، كيف كبيرهم وهو أول مرة يشوفهم يوم جمعتهم أنت، لابد يسوي فبركة إعلامية عشان يبرر القتل لهؤلاء، لأقطعن أرجلكم وأيدكم مباشرة بدون تحقيق ولا تهمة واعتقال مباشرة، ويهدد ليخوف الناس كلهم، ولأصلبنكم أجمعين، سبحان الله هذه هي السياسة أحبتي، الآن المفروض يخلص وينتهي، يعني ينقلب وينتهي، يعني لو أن أحدا الآن من أفراد الجيش انقل عليهم وقال يا أخي أنا ما أقتل مسلم ولو أموت، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم لو اجتمعت السموات والأرض على قتل رجل مؤمن أبادها الله جل في علاه، ولأن تلفظ الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من أن تزهق روح مؤمن، فلو قال أحد من الجيش هذا الكلام "لأقطعن أيديكم وأرجلكم" سينقلبون عليك ويتهمونك " إنه لكبيركم" إحنا ما قتلنا هو والله بعض القنوات هنا لو كانت في زمان فرعون لأخرجت لك خبر أقدم  السحرة بمقاتلة فرعون مما أدى إلى مقاتلتهم حسب ما تطلب الموقف، بل والله أسوأ من هذا، الآن الحشود كبيرة وبني إسرائيل كلهم يتجمعون، يعلمك الله أنهم ي الإعلام سيحاولون تقليل شأن هذه الكثرة وهذا التجمع قالوا إن في ميدان رابعة ما في إلا واحد أو اثنين ومن إفلاسهم كانوا يبثون صورا قديمة لميدان التحرير، أنظر إلى هذه الخسة! أكرم الله السامعين قالها فرعون ليس بجديد أحبتي كلها في كتاب الله ماذا قال على تلك الكثرة؟ "إِنَّ هَؤُلاء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ، وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ" سورة الشعراء الآيتان 54-55)، طب احكم عليهم، خواف وجبان سلط الإعلام كله ليجمع له كم، عدد، لأنه يعلم أنه ينتصر بعدد، ونحن نعلم أن الله ما نصر أولياءه المؤمنين بعدد ولا عدة وإنما سبحانه هو الناصر جل في علاه، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ،الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" سورة البقرة الآيتان 120-121)، أستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي لا إله غيره ولا رب سواه وأصلي وأسلم على خير خلقه ومصطفاه.

الآية الأخيرة التي وقفنا عندها لابد وأن توقف قلبك معها حتى أن تموت، الله جل في علاه لا يكذب وهو جل في علاه أصدق القائلين ومن أصدق من الله قيلا؟ والله لو تقدم لهم مالك كله وتكون عنهم عبد تخدمهم في مصالحهم بكل ما عندك من قوة وأنت باق على إسلامك فلن يرضوا، يا جماعة خلونا نصدق الله، يا جماعة، لنا ستين سنة ندفع عجلة السلام التي لا تتحرك، أحبتي لنا سنين نعاني الأمرين من عدم تطبيقنا لآية قال لك الله " لن ترضى" يقول لك من تثق فيه أن فلان الذي تسعى إليه في نظام لن يرضى عنك، فتقول أنا أقدم المال، فيقول أعد المال لن يرضى عنك حتى تتنازل عن دينك، ويراك هذا الذي تثق فيه، يراك ستين سنة وأنت طامع فيه، أحبتي لن يرضى الإعلام المزيف يطبق ما يريدون.

نحن ما عندنا طلبات ما حققتموها، طلبهم الوحيد ألا يعبد  الله، ولا يطبق شرع الله في أي مكان، يا جماعة يقول الله سبحانه ولن ترضى عنك، حتى هنا حرف غاية، أي لن يتحقق الرضى حتى يحصل ما بعدها، هل عندنا استعداد لأن نتبع ملتهم؟ لا والله ولو نموت لا نتبع ملتهم، وهكذا الإنسان الصادق المؤمن. نسأل الله أن يثبتنا وإياكم.

إذن لماذا نحاول نرضيهم لهم العدل منا فقط، العدل والإقساط الذي أمرنا الله به، أما عن سماعهم وسماع قنواتهم، لنسمع تحليلاتهم، والله يا جماعة خذها قاعدة كل من زكاه الغرب، فاعلم أنهم قد رضوا عنه، ومن رضوا عنه فلن يكون على الملة التي يرضاها رب العالمين وإلا هذا القرآن كذب وحاشى لله، يتشاورون فيما بينهم هذا شأنهم، لكن في النهاية إذا خرج عليك بعد المؤامرات وقال لك أن فلان هذا لا يصلح فاعلم أنه يصلح، لا تتعب نفسك، الله علمك أن المحصلة النهائية أنهم لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى، هل سيقفون؟ لا " وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا" سورة البقرة الآية 217)، هذا التعبير في لغة العرب أنه لو لم يبقى إلا كلمة لقالوها، لو لم يبقى إلا موقف لفعلوه، لو لم يبقى إلا مال لدفعوه حتى يصدوك عن دينك.

أحبتي في الله فلنستيقظ ثبات موسى عليه السلام هو الحل ووالله لن تنتصروا انتصارا حقيقيا حتى تثبت على دينك. حتى لو مت؟ حتى لو مت. يقول جل جلاله في كتابه الكريم،  الفوز  الكبير، وإذا قال الله عن شيء أنه كبير فاعلم أنه كبير، متى سمى الله الفوز  الكبير في القرآن في سورة الأخدود، لما لهم الفوز الكبير؟ هل انتصروا وفازوا في الانتخابات؟ كلهم عُذبوا وثبتوا ففازوا بالفوز الكبير، وإن الله لم يعد النبي أنه سينصرهم وهو حي " وَإِنَّا عَلَى أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ" سورة المؤمنون الآية 95، لكن ما وعده وإما نرينك ما وعدناهم أو نتوفينك، أي يمكن أن نتوفاك قبل القضية، ليست قضية موت، كلنا سنموت، القضية قضية ثبات على دين رب البريات جل جلاله، هذه هي قضيتنا الكبرى.

القاعدة الختامية التي أردت أن أختم بها، هي قاعدة خذها، لن ننتصر نصرة حقيقية حتى يتنظف الصف، ما معنى هذا الكلام الآن؟ هناك صف أسود كثير على اليسار الله لا يجعلنا منهم، وهناك صف أبيض قليل على اليمين الله يجعلنا منهم " وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" سورة سبأ الآية 13)، وهناك صف رمادي كثير في النصف هؤلاء الذين ينتظر، فيهم ناس بلحى وناس بدون لحى وناس مضحوك عليهم إنهم رمادي كثير الله جل في علاه يقول الباطل لما؟ حتى الذي في الرمادي إن كانوا يريدون النصرة فقط ي الدنيا سيذهبون إليهم ي الأسود وإن كانوا يريدون الحق سيذهبون للأبيض، ليس هناك أي جاذب يجذبهم للأبيض ما عندهم مال ومهزومون ولكن عندهم رب العالمين، فيشتد البلاء ويشتد وكل يوم نسمع تنظيف قبل سنوات كان الناس يرون في حزب اللات بطل الأمة المحمدية ولما اشتدت القضية حدث تنظيف في الصف الرمادي فاستيقظ النائم. إيران داعمة الأمة؟ ارجع وراء لا روسيا تعالى تراهم منافقون كثير، روح منهم بعض العلماء الذين خذلهم الله تعالى، الله يثبتنا وإياكم بانت المواقف كل قصص  القرآن تبين لك هذا أن الله سبحانه وتعالى بين لك ذلك " فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ" سورة الشعراء الآية 61)، طب ما قالوها قبل يوم أن رأوا السحرة ساجدين، لكن لما تراءى الجمعان ورأوا فرعون أمامهم أخرج الله ما في قلوبهم، قالوا يا موسى خربت علينا، يا موسى ورطتنا، أوذينا من قبل أن تأتنا ومن بعد ما جئتنا، " قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ" سورة الشعراء الآية 62)، لما تنظف الصف، لما رأوا قارون قالوا " يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ" سورة القصص الآية 79)، الصف الرمادي راح، والصف الأبيض قال "وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ" سورة القصص الآية 80)، ولما تبينت الصفوف " فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ" سورة القصص الآية 81)، وبذلك كل القرآن الكريم.

أسأل الله أن يجعلنا في الأبيض.

اللهم سلم وبارك وزد على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وارض اللهم عن الصحابة العظماء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وسائر صحابة رسولك وعن التابعين، وعنا معهم بعفوك وكرمك يا أرحم الراحمين.

"إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" سورة الأحزاب الآية 56(. 

لينك الاستماع إلى الخطبة

http://www.mediafire.com/?ijjtjb8j85tbt16